
مقالة كشفية بقلم القائد الكشفي المصري عبد الله عبد الحميد
كونوا قادة وقدوة
القادة والقائدات الافاضل
قررت منذ أعوام طويلة أن أقدم كل حياتي للحركة الكشفية لإيماني إنها إسلوب حياة ، ولإيماني إنها حياة مليئة بالعطاء من دون مقابل ، ولكن مع الاسف بدأت اسمع كثيراً كلمة جديدة على مسامعي وذلك خلال تدريبي في بعض اللقاءات او خلال مشاركاتي .
صفة تؤلم اي قائد كشفي أتخذ الكشفية رسالة وحلم ، صفة رأيتها وشعرتها وعايشتها بنفسي ببعض القادة ، صفة تضع أحلامنا الكشفية مهب الرياح.
صفة "النفاق "
والنفاق في اللغة العربية هو إظهار الإنسان غير ما يبطن، وأصل الكلمة من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات كالأرانب وتجعل له فتحتين أو أكثر فإذا هاجمها عدوها ليفترسها خرجت من الجهة الأخرى، وسمي المنافق بهِ لأنه يجعل لنفسهِ وجهين يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه.
كلمة نسمعها كثيراً بمجتمعاتنا ، كلمة ترددت كثيرأ في المجتمع بشكل عام ، ولكن آخر مكان توقعت أن أسمعها فيه بيئتنا الكشفية .
فالمنافق هو من يقول ما لا يفعل و يظهر عكس ما يخفي في قلبه، يظهر الخير ويكتم الشر، يذيع الحب والاحترام ويخفي الكره والحسد والأنانية ، وقد وصف بهذه الصفة لأنه يمتلك وجهان يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يمر به، وهو سلوك اجتماعي موجود ومكتسب من خلال التنشئة التي ينشأ عليها الشخص أو من خلال مخالطته بالآخرين، وهو نوع من المكر والحيل والتزوير والتضليل والخيانة والغدر والغش والكذب وغيرها من المفردات التي وإن اختلفت تمثل وجها قبيحا لعملة واحدة وهذا متعارضاً كلياً مع القيم والمبادئ الكشفية التي تربينا عليها.
يتنوع النفاق ويختلف من قائد لآخر، فمنهم المنافقين بالمشاعر أو بإسلوب التفكير أو السلوك، لكن جميعها تصب في خانة واحدة ، خانة تبعد كل البعد عن مبادئ واهداف حركتنا الكشفية .
فبعض القادة :
• يقدمون أجزاء من الحقائق لرمي الرماد في العيون وذلك لإخفاء ما يضمرونه.
• أو يقدمون أسباباً ثانوية بدلاً من الأسباب الأساسية لتشكيك الناس وتضليلهم.
• أو يذكروا بيانات كاذبة لتصديقها اعتمادا على الجهل بحقيقة الموقف.
• أو يستخدم وسائل تقنية حديثة في فبركة الواقع وتزيينه بألوان مزيفة تترك تأثيرها في من لا يتقن الفحص والعمل على تقصى الحقائق أو من لا يجد وقتاً لذلك
• وفي جانب العلاقات، ليست كل مودة يظهرها القائد لغيره تكون مودة خالصة نقية، فقد تكون أحياناً ظاهرية وتكشفها الأحداث فيما بعد، أو قد لا تنكشف وتبقى مستترة وراء ألوان من النفاق .
إن شخصية القائد المنافق معروفة ومكشوفة ومفضوحة وسهل جدا تحديدها.
فمثلاً :
• عندما يتحدث معك ينظر بعينين خاوية إلى كل شيء إلا النظر إلى عينيك.
• لا يبتسم إلا نادراً، وإذا ابتسم تجد أن ابتسامته صفراء تظل لفترة طويلة وتنتهي فجأة.
• لغة جسده متناقضة: لا تتفق كلماته مع إشاراته أو إيماءاته، كما أنه يبدو مضطرباً ويحاول إخفاء ذلك بلمس بعض أجزاء جسده كالأنف والذقن والفم والدوران أو القيام والجلوس بشكل لافت للنظر
• يرفع نبرة صوته متجنباً الإدلاء بأي بيانات حقيقية، ومستخدما أسلوب التعميم بدلا عن التحديد
• كلماته متكلفة، يستغرق وقتا طويلا في الإجابة على الأسئلة
• يستخدم إجابات مقتضبة جداً .
• لا يفكر ولا يرتب أولويات حديثه.
• يتمتم ويتحدث بطريقة غامضة.
• تبدو أقواله كما لو كانت استفسارات.
• يتجنب استخدام الضمائر الشخصية (أنا، نحن).
• يشير إلى الإجابة ضمنياً .
• يتجنب الإجابات المباشرة.
• يستخدم عبارات مثل:"كي أكون صادقا".. "حتى أقول الحقيقة".
• يقوم بالاحتجاجات الكلامية التي تسرب المعلومات.
• يقع كثيرا في زلات اللسان.
• يقاطع دون استئذان.
• ويصر على أن تنصاع سمعا وطاعة لما يريد قوله وإلا فأنت ضده.
• قناعته أنه لا صوت إلا صوت الكذب والدجل والخداع ولا صداقة إلا صداقة النفاق والمصالح الشخصية وحب الشر لآخرين.
• تجده يقول كل شيء إلا الحقيقة ويميل إلى كل اتجاه إلا اتجاه الخير.
• متملق ومتلون، تارة يهدر كالأسد وتارة وديع يرتمي في الأحضان كالحمل، وتارة يقفز كالأرنب، وتارة يروغ كالثعلب، وتارة يعض كالأفعى، وتارة يلدغ كالعقرب.
• يدعي الانتماء والولاء وهما منه براء .
• ويدعي التميز وهو بعيد عنه بعد الأرض عن المريخ.
• ويدعي الريادة وهو لا يؤمن بمتطلباتها ولا يحمل مؤهلاتها.
• ويدعي الإخلاص مع أن الإخلاص والخداع ضدان لا يلتقيان إلا عند أمثاله.
• سريع الانفعال والإثارة.
• قليل التروي والاستشارة.
• متقلب الرأي والمزاج.
• ردود أفعاله غير متوقعه.
• يخشى النقد، ويتمنى لو يسكت كل الأفواه أو يشتري أصحابها.
• يخشى من أصحاب الأقلام، وكل شيء عنده يهون إلا الإعلام ومعرفة الناس كامل الحقيقة..!
نعم يا إخوتي في الحركة الكشفية النفاق ليس ذكاء، والقائد المنافق ما هو إلا ذئب بشري يلبس قناع البراءة.
ومن باب النصيحة نهمس ونقول لكل قائد منافق اراد السير قدماً في هذه الطريق ، إن النفاق يا قادة حيلة العاجزين ووسيلة المزيفين وطريقة المنافقين، ومهما طال مداكم وتفننكم في استخدام النفاق و أغرتكم عوائده، سيسقط يوما ما من على رأسكم قناعه ، وينكشف سركم ، وتفقدوا كل شيٍء حتى المتملقين من حولكم.
وندعوكم لتكونوا قادة حقيقين وتتميزوا وتتصفوا بصفات القادة وفق المعايير اسست عليها ونشأت الحركة الكشفية
وندعوكم لتكونوا قادة حقيقين وتتميزوا وتتصفوا بصفات القادة وفق المعايير اسست عليها ونشأت الحركة الكشفية
لأن القيادة فن لا يجيده الكثيرون.
والقيادة الناجحة هي مزيج متوازن من الاحترام و الهيبة و التقدير و الحب.
فالقائد الناجح لابد ان يكون إنساناً ... مثال يحتذي ... لا ان يتعامل من برج عالي يلقي منه الاوامر.
#كونوا_قادة_وقدوة
#عبدالله_عبدالحميد